محمود الزعفراني يكتب : الأطباء "ملائكة البشر" قصور وفلل من دم الغلابة

 مستشفي فيديمين خير مثال الأطباء "ملائكة البشر" قصور وفلل من دم الغلابة !!

كتب محمود الزعفراني

تتصاعد أزمة الأطباء منددين بحقوقهم عقب الاعتداء عليهم من احد أمناء الشرطة بوزارة الداخلية وقامت الدنيا ولم تقعد وان كنت ضد هذا الفعل أو الاعتداء على أي مصري ألا إنني قررت أن انظر في مقالي هذا للأمور من زاوية أخري .

ملائكة البشر كما يسميهم البعض هم الأطباء في دول العالم، أما في مصر فان المسمي أصبح "جزارين البشر "، نعم ولا مبالغة في المسمى، وانظروا لحالهم في مستشفيات الحكومة يصرخ أحدهم: " رواتبنا قليلة وحقوقنا مهضومة "!! يرد المواطنون أن كانت رواتبكم قليلة وحقوقكم مهضومة فلماذا تقلبون بالوظيفة؟ تعالوا لنلقى نظرة واقعية على حياة ملائكة البشر في مصر ..

هنا في كل ربوعها طبيب المستشفي الحكومي موظف " حبر على ورق " فكم طبيب في مصر يتقاضي راتبه من الدولة ويصرخ ليل نهار بحقه المهضوم فهل أدى واجبه؟!!.

المستشفيات الحكومة خاوية على عروشها على مدار 24 ساعة .. أليست الوظيفة بمثابة عقد بين الحكومة والطبيب وافق الطبيب علي كل بنوده ؟ إذاً فلماذا يأخذ ما له ولا يؤدي ما عليه؟

غياب الأطباء عن عملهم في المستشفيات وتستر مديروا المستشفيات عليهم يفسح المجال لفريق التمريض والعاملين لطلب الرشوة أو كما يسمونها بــــ " الشاي "، فكيف لهم أن يصلوا إلي هذا الحد ؟ فإن كان الأطباء يعلمون بهذه المهزلة إذن فهم يتقاسمون " الشاي " سوياً وان كانوا لا يعلموا فالمصيبة أعظم فهم أول من شوه صورتهم بأيديهم .

هنا في إحدي مستشفيات الفيوم وتحديداً مستشفي قرية فيديمين المركزي، والتي يعمل بها نحو 50 طبيباً لا يتواجد منهم في الصباح سوي اثنين أو ثلاثة على أقصي تقدير، وما هي إلا سويعات معدودة بل ان شئت قل دقائق معدودة أما باقي اليوم فلا تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ! وان كنتم مرضي وذهبتم لتلك المستشفيات ولم تجدوا فيها أحداً فلا تغضبوا ولا تصرخوا ولا تنفعلوا .. ولا تسألوا عنهم أو عن عدم تواجدهم لا تثوروا لمريض يموت بين أيديكم وطبيب الاستقبال يتواجد في عمله في عياداته الخاصة لا تثوروا لطفل يصارع الموت وطبيبه المعالج منشغل بتصفح آخر ما ورد على " فيس بوك " لا تثوروا إن كانت دمائكم تنزف كالمياه وطبيبكم منشغل ببناء فيلته الخاصة ! لا تثوروا ولا تغضبوا ... ومهلاً .. فإنها كرامة الطبيب !

إذا أردتم أن تعرفوا أين الأطباء فعليكم وعياداتهم الخاصة فهناك العلاج وفي ذات الوقت مص الدماء ! وهناك لن تجدوا موضعا لأقدامكم من شدة الزحام ! وهناك لن يعتذر لكم العاملون بعدم وجود الطبيب ! وهناك الكشف بأنواعه وأسعاره ! فإن كنتم بين الحياة والموت فذاك الكشف "المستعجل" ! وان لم تملكوا ثمنه فانتظروا دوركم أو الموت ! ومهلاً فإنها كرامة الطبيب !! إذا أردتم أن تعرفوا أين الأطباء فعليكم والذهاب إلى فللهم وقصورهم وسياراتهم الفاخرة التي جنوها من دماء الفقراء والغلابة !! ولا تنسوا أن ترفقوا بهم. ومهلا فإنها كرامة الطبيب !!